إلى الغجرية حلاوتهم
عندما قابلتك لأول مرة
اسمك كان غريبا و لكن لم يقف عنده عقلي الصغير
بقدر ما توقف عند ملابسك و صوتك و لون شعرك الذي يناقض لون بشرتك
و المساحيق الكثيرة التي تكسو و جهك
و الوردة الحمراء التي كنتِ تمسكين بها
رغم كونك فتاة بل طفلة لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها
و بعد مرور الأيام أدركت أن مظهرك هذا شيء عادي
لدى الغجريات ..
اللآتي يرون الأناقة و الجمال بطريقة تختلف عما يراه
ـ ما يطلقون عليهم ـ أصحاب الذوق الرفيع و الطبقات الراقية
أدركت أنك تنفذين ما علمته لكِ بيئتك ..
أن جمال الثياب في ألوانها الصارخة و المتنافرة
و زهورها الكثيرة الصغيرة و الكبيرة
و أن الوشاح ذلك الذي تضعينه على كتفك سيبرز جمالك
و ترون أن الشعر الأشقر أجمل حتى و ان كانت بشرتك سمراء
و أن الكحل الذي يغطي عيناكِ و أحمر الشفاه الصارخ دليل الأنوثة و الجمال
و أن صوتك العالي يثبت وجودك
و هو ما تملكينه للدفاع عن حقك
بالإضافة إلى حذائك المصنوع من البلاستك
و الذي يصدر صوتا يتنافى مع صوت الخلاخيل في قدمك
أذكر أنك أبهرتيني عندما قذفتِ به و تلقفته بيدك
في جزء من الثانية لم يكتشفه زويل بعد
و كم حاولت جاهدة وقتها أن أقلدكِ بعدما اشتريت مثله
رغم شراستك الظاهرة و قسوتك التي يراها الجميع
إلا أنني رأيت فيكِ طفلة ..
لم تعرف كيف هي الطفولة
و أمرأة مظلومة
ففي عُرف الغجر لا تكون الأنثى إلا جسدا
و جسدا فقط
لا مكان للعقل و لا للعلم عندكم
أذكر أنكِ لم تكملي دراستك الإبتدائية
و تزوجتي في سن صغيرة جدا
لم أكن وقتها أدرك ما هو الزواج و ماهي الأسرة
تذكرتك عندما لمحتك صدفة على الرصيف الآخر
تحملين طفلا على ذراعك لا أعرف ما ترتيبه لديك
و لكن الأكيد أنه ليس الأول
لم تعرفيني ولكني عرفتك
مر زمن طويل ..
لكن نبهتني اليكِ ضحكتك الفارغة الصاخبة
التي تخفي الهموم
و مظهرك الذي لم يتغير
الذي يلفت نظر أي شخص
ولكن رأيت ما لم يره غيري
لاحظت مرضك الواضح جدا في مشيتك
و السواد تحت عينيكِ
و جسدك النحيل و هو يوما لم يكن هكذا
و أخيراً ..
كم أتمنى أن تعلمي أولادك فضائل لم تتعلميها
و عادات تغاير عادات قومك
أتمنى لكِ الهداية و التوفيق من كل قلبي
___________________________________________________________________________
حملة خطاب نابع من القلب
الرسالة الرابعة
__________________________________________________________________________
__________________________________________________________________________
هناك تعليقان (2):
ياااااااااااااااااه
رائعه دي شويه عليها
بجد ابدعت بوصفك كلوحة فنية تحمل العديد من المشاعر والرؤي
تحياتي .. دمت مبدعه
heba atteya youssef:
أشكرك
من بعض ما عندكم
أخجلتم تواضعنا
تحياتي لكِ :)
إرسال تعليق