الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

الجمعة، 25 أكتوبر 2013

إليكِ صديقتي الفيلسوفة







لم يعرف أي منا الآخر في طفولتنا
و لكن جمعتنا الصدفة في إعدادي
و قويت صداقتنا في ثانوي
إني احبك يا صديقتي
و حقا آسفة أننا افترقنا
و لكم أوحشتني و أوحشتني جلسات جدالنا حول الفلسفة
و أذكر كل مواقفنا الطيبة و الشقية


الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

بعض التناقض






امرأة تتحدث عن نفسها
أنا التناقد و الترادف معا
أنا الحضور الغياب
وأنا الغياب الحضور
و أنا عقل مجنون
و أنا الجنون العاقل
و أنا طفلة عجوز
و أنا العجوز الطفلة
و أنا الهدوء الصاخب
و انا الصخب الهاديء
و أنا نسمة الصيف
و أنا برودة الثلج
و أنا أعاصير الشتاء
و أنا حمم النار
وأنا البحر و أنا السماء
و أنا بياض الياسمين الصادق
و أنا أوراق الخريف الضعيف
و أنا التحيز و الحياد

و أنا اللا شيء و كل شيء






الأحد، 20 أكتوبر 2013

امرأة لا تقرأ و لا تكتب





ليست جاهلة رغم كونها لا تعرف القراءة و الكتابة
إنها تتحدث بلغة لم يصل إليها أساتذة الجامعة
لها فلسفة خاصة بها
و لكنها متوائمة مع واقع الحياه
تعبر عن أعقد المشكلات
في أبسط التعبيرات و أقصر العبارات
من ينصت إليها يشعر أن كلماتها حكم
استخلصتها من تجاربها في الحياة
و نظرتها الدقيقة لتجارب غيرها
إذا سردت عليك حكايتها
ربما ترفع لها القبعة تقديراً و تثني على شجاعتها و عقلها و علمها
و ربما لا تصدق سردي و تقول مٌغاليه مبالغة
و ربما تبكي إذا تذوقت بعض المرار الذي تجرعته على مر حياتها
إذا سألت أغلب الناس ما هي أسعد اللحظات في حياتك
سيجيب (طفولتي )
فما بالك بها تلك الطفلة البالغة خمسة أعوام
لا تعرف عن الحياة قليلا أو كثيراً
كل ما تعرفه هو دارها البسيطة
بناها أيوها بالطوب اللبن
تتكون من حجرتان واحدة بسقف و أخرى بدون
لا تعرف شيئا عن الأسرة و الأغطية التي نعرفها اليوم
تنام فوق ( الإياس ) و تتدثر و اخوتها بقطعة قصيرة من الخيش
أما عن ثيابها فلا ترتدي في العام سوى ثوب واحد من القماش الدمور
هي لم تكن الإبنة الكبرى أو الصغرى
كان يكبرها صبي و ثلاث بنات
و يصغرها بنتان
و كان من عادات قريتها أنهم لا يدعون الإناث يتعلمن
بل العلم للذكور
و المال للذكور
و الإناث أيضا للذكور
و الحياة كلها للذكور

كانوا كمن يصفهم الله في كتابه العزيز:
((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ{58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ{59} ))النحل.
فالإناث بعد مولدهم ينتظرون موتهم
أما الذكور فلو استطاعوا أن يخلقوا لهم حياة و عمرا لخلقوا
ونمت هي بين كل هذه التقاليد المتخلفة
و الحياة الجافة القاسية
فلا تشعر بحنان أو أمان
و لا ترى أمل
و لا ترى عدل
و لا ترى رحمة
الكل يعاملها بقسوة
كأنها لم تُخلق إلا للعمل الشاق
في الأرض و الدار
رغم أن لها أخوات أخريات
و لكن العمل مكدس عليها و عليهم
فقبل أن تستيقظ الشمس تصحو الجميلات
للعمل الذي لا ينتهي إلا بعد أن تنتهي الشمس من عملها و تذهب لتنام
قضت عشرها الأُول هكذا
حتى وصلت الطفلة البريئة في نظرهم إلى عمر الزواج
لم تكن في العشرين من عمرها و الخامسة عشر
و انما لم تتجاوز الحادية عشر بعد
لم تكن تعرف ما هو الزواج و ماهي الأسرة
و ما هم الأبناء
و تزوجت ابن عمها
و أنجبت ذكرين و ثلاث إناث
رغم سنها الصغير
إلا أن عقلها كبير
يزن الأمور بميزان الذهب
إلا أنها كانت ذات ثقافة واسعة
و فلسفة راقية
رغم قسوة زوجها
و معاملته المهينة لها و لأولاده
إلا أنها كانت صابرة
مما يجعلك تتعجب من صبرها على ما لا يطيقه بشر
من ضيق عيش و معاملة حيوانية
و طباع قاسية و كلمات جارحة
حتى توفي زوجها بعد عشر أُخر
و ترك أصغر أبنائه طفلة رضيعة في شهرها السادس
إنها الآن امرأة في عقدها الثاني
جميلة بل أجمل نساء القرية
و لديهل خمس أحمال
أكبرها ابنها الكبير و عمره تسعة أعوام
و أصغرها الرضيعة و عمرها ستة أشهر
كيف لها أن تدبر نفقات أسرتها
و كيف ستربيهم وحدها
و كيف تُبعد عنها الذئاب
و كيف ستكتم نباح الكلاب
و لكن لم تكن وحدها
فمعها الله
فهي الصابرة المخلصة المؤمنة التقية
و أم الأيتام
و من معه الله كفاه
بارك الله في أرضها
و هدى لها أبنائها
و فتح الله عليهم و بهم
تشارك ابنتها الصغرى فرحتها بتخرجها
و انهائها لدراستها الجامعية
و كل أبنائها أكملوا تعليمهم العالي ذكورا و اناثا
و كسرت المرأة القوية تقاليد قريتها المتحجرة
و أصبحت السيدة الجاهلة أماً لذكور و اناث
في أعلى مراحل الدين و العلم و الأدب ..........

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

إليك يا أمي











دائما تقول أمي أنني أملك يدا ساحرة تحيل كل شيء لا يكترث الناس به

إلى شيء يبهرهم و يجذب اهتمامهم

و أن يدي خلقت لتصلح الأشياء لا لتفسدها

نعم أمي الحبيبة أشياء كثيرة أصلحتها 

و أشياء أخرى أضفت إليها لمحة جمال

شدت نظر الناس إليها

لكن ألا ترين أني أفسدت أشياءا أخرى

فعندما تكلمت يا أمي أفسدت سعادة آخرين

و عندما صمت أفسدت حياتي أنا







الخميس، 10 أكتوبر 2013

رأيت جدتي






زارتني في منامي و قالت :
ستندمين يوما ما
و تعيشين حزنا لن تعرفي منتهاه
و تشعرين بضيق الحياة
لا هدفا تقتفيه
و لا قلبا تحققي مبتغاه
و لن ينسى الزمان ما أردناه
و لن تسعدي لحظة
و لن يذكر القلب إلا الأسى
و ينتشر السواد فيه يوما ما
قد نصحتك يا صغيرتي
و أدعو الله أن تسلكي سبل النجاة
قالت كلماتها و غادرت
و شقت صمتي صرختي ... جدتي  يا جدتي
ركضت خلفها .. ناديتها و لم تلتفت
لماذا تتركيني قبل أن تضميني و تسمعيني
أحتاجك جواري ترشديني و تنصحيني
لماذا لا تجيبيني !
و ظللت أبكي خلفها
تجذبها السماء و ترتفع
و الأرض تحتي تشدني اذا ارتقيت
و وارها الغيم و اختفت

و ظللت أبكي و أصرخ .. أجبيني .. أجيبيني
و اختفت ......




السبت، 5 أكتوبر 2013

إليك أيها المصري







إذا سألتك ما الذي يمنع السجين من الفرار
ستجيب الحراسة
إذن ليس هو حبه للمكان
و ما الذي يربط عشرة أزواج من الحمام
ترى أحد الصبيان يطلقها كل عصر
ثم يناديها بالصفير فتعود
ما الذي يربط هذا الحمام بالصندوق الصغير
و هو يملك
أجنحة و وقتا و فضاء
الأكيد أنه شيء غير الحراسة
هل تعرفه ؟!




الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

مــــــــــــــوت





كل شيء حولها يخف ... يجف
... يتساقط
يموت بعد شحوب المرض 
و مرارة الضعف
كل الألوان باهتة 
الهواء خانق أو حارق
كل ما حولها مائع لا يصفه شكل
تلسعها حرارة الشمس فوق رأسها
تلسعها برودة الثلج تحت قدمها 
كل شيء يقف كأصنام متحجرة 
كل الدنيا محملقة  بعيون مخيفة
تراقب خطواتها المتكسرة
و تلك النار التي تفور في قلبها 
و تخمدها برودة جسدها الشاحب 
صماء ... خرساء ...عمياء هي عن الأشياء
حتى احساسها قتلته !