الاثنين، 14 أبريل 2014

وَشْ







كانت تُجدف بقدميها المرتعشتين تُقلوم الموت 
كما كانت أختها تُقاوم الموت بجسدها الشاحب و زُرقة شفتيها
و لكن موت من نوع آخر لامرأة لا تذكر شيء أي شيء 
ترى نفسها و حيدة بشارع يمتلىء بالسكارى و بنات الليل يغمره الظلام و تفوح منه روائح نتنة 
كما كانت أختها تقاوم الموت في البحر الأزرق كانت هي تقاوم الغرق في الوحل 
هي لا تعرف ما الذي أتى بها إلى هنا و لا من أين أتت ؟!
و ما هذا الذي ترتديه و من أين أتى هذا البلل الذي أصابه 
لا شيء بذاكرتها غير ( وَشْ ) ضجيج من أفكار مشوهة و متزاحمة ناقصة غير واضحة 
هي لا تذكر شيء و لا تعرف شيء 
كل ما تعرفه و ما يعتريها الآن ... الخوف و البرد
وشيء من الجوع و الإجهاد

تشعر بجفاف حلقها كأنها لم تر الماء منذ زمن 
و ثوبها المبتل يزيد الجو برودة فيسمع المار بها ارتجافها و أنفاسها المتقطعة و قرقعة فكيها من شدة البرد
من يراها يشعر أنها تود لو تدخل في نفسها منكمشة و إذا اقترب منها أحد تشعر و كأنها ستدخل في الجدار الذي تقف إلى جواره 









ليست هناك تعليقات: