ذهبت لزيارة إحدى قريباتي مع أمي حين كان عمري خمسة أعوام لتهنئتها على الزفاف و لكن وصلنا صباح ليلة الزفاف فلما رأيتها قلت لها أنت لستِ العروس
فقالت : لما؟
قلت : إنك لا ترتدين فستان الزفاف
فقامت و لبت رغبتي و ارتدت الفستان الأبيض
شعرت ان شيئا آخر ينقصها فقلت لها : إن العروس ترتدي طرحة فوق شعرها
فارتدتها
فاقنعت عقلى الصغير أنها العروس
و لكن عندما فهمت
وجدت أن العروس ليست فستانا أو زينة و إنما العروس عليها فقط ان تشعر انها عروس
فقد لا ترتدي أي زينة و لكن قلبها يحمل بهجة الدنيا فتُشعر من حولها و تقنعهم أنها العروس
قد ترتدي أروع فساتين الزفاف و توزع الضحكات الكاذبة على الغرباء و المقربين
و ينفطر قلبها ألما و تعرف جيدا أنها ليست عروسا
بل شاةً تُزف للذبح
عيناك الغامضتان
تشبهان حارة ايتلار
تلك الحارة التي يمتزج بها الحزن و الفرح
أكثر ما أراه يلمع بعينيك باستمرار
ألا يفترقان أبدا !
تلك الحارة التي تجمع بين الدلال و التقشف
التي يمتزج بها الظلم بالرحمة
التي تمزج روائع التكلف بجمال البساطة
التي يمتزج بها التواضع بعزة النفس و شموخها
تشبه عينيك الهادئة
تفاجئك بثورتها الغاضبة
العامرة بالأسرار و الحكايا
و بها أيضا تلك العاطفة المغطاه بقشور القسوة
لكنها دوما لا تحيد عن صوت قلبها الصائب
مررت بهم
إنهم جالسون في ملل ينتظرونه
و يتسائلون عن موعد قدومه
و أنا أسير على الرصيف
أسمع زئيره المخيف
ثم لمحت نوره الذي يُبطل البصر
هو قادم
و أنا ذاهبة
كل من يرانى يرسم على وجهه دهشة
لمدى تأثري بحضوره
يرون أني خائفة أو ربما غاضبة
أنا أيضا لا أعرف سبب هذا الشعور
أو ماهيته
كل ما أعرفه أنه شعور سيء للغاية
لكن دوما ما أقتل تلك الرغبة المتقدة في قلبي
تلك الرغبة التي تحدثني أن أواجهه
بأن أنحرف قليلا باتجاهه
ربما ينتهى صراعنا بانتصاره
ربما لأثبت أنني لا أخافه
ربما ينسدل ستار المسرح
و تُنقش كلمة THE END بين قضبانه
بلون أحمر طالما نفرت منه
و أخيراً يتفتت هذا الجبل الراقد على قلبي
حقا ! ربما ترتاح الروح كثيرا
من الكلام من الحنين من الألم
و تتوقف شروخ الروح عن النزف
و يتكلم الصمت إلى الأبد
تعلمت منك أشياء كثيرة
أهمها :
أن الفراشات تموت قبل أن تلامس أجنحتها المستحيل
و أن أجنحتها تحترق كلما نظرت للشمس