شط اسكندريه و الشتاء و أمنية
كانا
في أواخر كانون
و
رائحة الشتاء تجذبهما إلى مكان بعيد
و
حبات المطر تغسل القلوب و الوجوه و تلمع على أوراق الشجر
و
حبات الرمال تلمع تحت نور الشمس كبياض الجليد
و
هي كانت عيناها تلمع بأمل جديد
و
دموع تذكرها بزمن بعيد
و
كان البحر بهذا اللقاء سعيد
تعلن
أمواجه الفرحة و الترحيب
أما
هو فكان شارد الفكر تمر برأسه الهادىء
خواطر
كأنها مطرقة من حديد
كيف
ستصبح الحياة غداً .. هل هذه هي السعادة التي أريد
هل
ستدوم !
و
يرد قلبه لا شيء يدوم .. هذا هو الشيء الأكيد
حتى
شغله البحر عن التفكير
و
جذبه التأمل إلى الشاطىء البعيد
و
استرجع بعض ذكريات تركت في نفسه
شيء
حزين ربما تدويه الأيام أو السنين
و
ما استفاق من رحلة ذكرياته إلا و كفها الحنون
يمسح
على كتفه العريض
قائلة
لما حبيبي شارداً
أم
يشكونا إلى البحر و موجه العتيد
فأخذ
بكفها و قبَّله و قال : شارداً في الدنيا و الماضي البعيد
و
الأمس القريب و غدا ماذا يحمل في طياته حزن أم عيد !
قالت
حبيبي دع الماضي و الدنيا
فهذا
فنيَّ و هي يوما ستفنى
أما
الغد غيب فسلمه للواحد الحكيم الرشيد
و
ما نملك إلا الدعاء فهو السميع المجيب
و
الإيمان القوي
و
رجاء عطفه و رحمته
و
الأمل بفرجه القريب ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق