الخميس، 8 أغسطس 2013

زفاف صديقتي




المدينة اليوم تشهد زفاف صديقتي 
الساعة تدق العاشرة 
و مازال الضيف السخيف 
جالسا يحتسي قهوته
و أنا أهمس إلى قلبي 
أسأله في غضب 
متى سيفارق مجلسه
إلى  أن فارقه 
خرجت بعده مباشرة 
أطلب سيارة أجرة 
تقلني إلى المدينة 
حيث الزفاف
إنها الحادية عشرة 
لا أحد يمر بي 
و لا مجرد طيف
الطريق خالية من أي شيء سواي
أحاول أن أتصل بأخي 
ليذهب معي 
أو صديقتي لأعتذر
و لكن هيهات الإتصالات مقطوعة 
فجأة لاح لي خيال د. محمد جارنا 
أسرعت إليه لأسأله عن وجهته 
و لكن للأسف لن يذهب إلى المدينة 
أو يمر بها
آه الحمد لله 
هاهي سيارة أجرة
أشرت إليها و جلست خلف السائق كعادتي 
و لكن لا أكذب عليك 
إنني خائفة
لم أخاف الليل من قبل
و لم أهاب يوما طرق المدينة
رغم ذلك النسيم الذي حُرمنا منه خلال ساعات النهار
لقد كان الجو حارا جدا اليوم
إنها سمات آب آخر زفرات الجحيم
هذا النسيم يُسكرني 
و تلك المصابيح التي تزين جانبي الطريق
و ذلك الفيض المتلأليء تحت أضواء القمر و النجمات
كتاج يحلي مفرقها و يبهر الناظرين
الطريق شبه خالٍ من المارة و السيارات
لم أشهد طريق المدينة خاليا إلى هذا الحد
و لا بهذا الجمال  
نعم ... كنت ألهي عقلي عن خوفي 
بالحديث عن جمال الطريق و خفة الهواء 
فأنا و حدي ليلا و معي صمت الطريق
الطريق لم يستغرق سوى عشر دقائق 
و لكن مرت بي كأنها عشر سنوات 
فأنا امرأة تكره الخوف و تخشاه
نزلت من السيارة 
و سرت خائفة 
في ممر مظلم 
حتى وصلت المكان
رغم حبي لها كُنت خائفة 
رغم عشقي لها كنت خائفة
رغم شوقي لنسيمها كنت خائفة


فكان يجب أن أسأل 
هل كانت الثورة برهانا 
على كوننا برأنا من الخوف و هزمناه
أم 
برهاننا على أننا سنعيش عمرنا الباقي في خوف







هناك تعليقان (2):

الكاتبة والإعلامية فاطمة العبيدي يقول...

إن الذين اوصلوا بلادنا لهذا الحال لايهمهم إذا كنت تسيرين في الشارع آمنة أم خائفة بل إن بعضهم سعى جاهدا كي يكون الخوف هو رفيقنا الدائم

تحياتي وألف مبروك لصديقتك

Hayat يقول...

الكاتبة والإعلامية فاطمة العبيدي :
عندك مليون حق
دمتِ بخير
بارك الله لكِ :)