الجمعة، 13 سبتمبر 2013

الحياة بقى لونها بمبي

الحياة بقى لونها بمبي




صحوت مبكراً 
و أيقظت أسرتى
قمت بأعمال المنزل اليومية كعادتي
أعددت الفطور بمساعدة زوجي 
و تناولنا طعامنا 
ثم غيرت ثيابي للخروج
و ارتدى الجميع ثيابهم دون مساعدتي
و خرجنا جميعا
فصادفنا جارنا و زوجته
فألقوا علينا تحية الصباح بكل رقة و مودة
فقابلنا التحية بأفضل منها
و مضينا إلى السيارة 
لم يكن هناك سوى سيارتنا و سيارة أخرى
ركبنا و خرجنا من الجراج
الشوارع تكاد تكون خالية
مقارنة بما عانيناه بالأمس من زحمة و حوادث
و أصوات مزعجة و ألفاظ نابية
و كل الناس تزين وجوههم ابتسامة 
صادقة و راضية
و مرسوم على وجوهنا الدهشة
الطريق كان مريحا جدا
و ليس هناك أي مطبات
و اللوحات الإرشادية منتشرة بكثافة
و على جانبي الطريق تصطف أشجار منسقة 
و البيوت و الأبراج جميلة و منتظمة
و سلال القمامة في كل مكان
و الأعجب تلك الشاشات الضخمة 
يخرج منها رجل حكيم عرفنا أنه رئيس البلاد
يلقي تحية الصباح و يحفز الرعية على العمل المثمر
و الأخلاق الكريمة و التفاؤل بأن غد أفضل بالعمل
شعرنا أننا لسنا في مدينتنا التي اعتدناها 
بل في فيلم كارتون
انتهى الطريق و ذهب الأطفال إلى مدارسهم
و ذهبنا إلى عملنا
عندما اقتربت من البوابة 
استقبلني الحارس بترحاب غير معهود
فألقيت التحية و استكملت طريقي
مازالت تثير دهشتي تلك الابتسامة 
التي تعلو كل الوجوه
توجهت لمكتبي 
وجدته تغير تماما 
أصبح كل شيء كما أردته يوما ما
حتى لون الحائط الذي كان يثير غضبي 
تغير إلى لوني المفضل
المكتب أصبح أكثر بساطة و نظام
و جلست لأقوم بعمل اليوم
فوجدت جميع أوراقي مرتبة
و لكن أذكر أنني لم أرتب أي شيء بالأمس 
بل خرجت من عملي محبطة و غاضبة
تُرى من فعل هذا !
بعض الأوراق لابد من استكمالها من المكتب المجاور
فذهبت إليهم خائفة من التسويف و التأجيل الذي أعانيه كل يوم
و لكن خاب ظني 
حيث قام الزميل المسؤل بالتعاون التام بكل ود
و الذي لاحظته و أثار دهشتي جدا
أنني لم أرى الغلاية 
و لا الشاي و السكر 
و كان هذا المكتب لا يخلو منهم
و في صمت مضيت إلى مكتبي 
بعد أن شكرت الزميل المتعاون
العجيب أيضا أن الهدوء يسود المكان 
لا ضحكات و لا أصوات عالية على غير العادة
انتهى الدوام و خرج الموظفون 
و أنا منهم في تمام الساعة الثانية ظهرا
وهذا لم يكن يحدث من قيل
فبعض الزملاء يخرجون قبل ذلك 
متعللين بالطرق و الزحام
الغريب أيضا هو هدوؤهم و خروجهم في نظام
خرجت من البوابة فوجدت زوجي في انتظاري 
و هذا لم أشهده من قبل 
فكان دائما يجعلني أنتظره حتى تتورم قدماي
انني سعيدة جدا خاصة أنه أهداني باقة زهور
من النوع الذي أحبه
و أتى بالأطفال من المدرسة 
فاصطحبناهم لشراء بعض الكتب و الألعاب التي طلبوها منا بالأمس
ثم عدنا للمنزل
غيرنا ثيابنا 
و أطفالي و ضعوا ثيابهم في أماكنها
و زوجي أيضا يا إلهي !!
كل الأشياء مدهشة اليوم 
و مبهجة أيضا
توجهت للمطبخ لإعداد الغداء كالعادتي 
و هم ينتظرون أمام التليفزيون  كعادتهم
و لكن الغريب أن الجميع أتى لمساعدتي 
و أثناء الأكل الجميع يثني على الطعام و رائحته
و بعد الأكل تعاون الجميع في اعادة الأواني للمطبخ 
و غسلها
ثم قررنا الخروج في نزهة و العشاء خارج البيت
و هذا لم يكن يحدث إلا نادرا في عطلة نهاية الأسبوع
ومضينا وقتا طيبا 
و عدنا سعداء 
ثم سمعت صوتا ليس غريبا على أذني
إنه صوت المنبه 
يا إلهي !!
لقد كان حُلم 
و لكن جميل 
ليته يتحقق ذات واقع





هناك تعليقان (2):

د. فاروق مصطفى جبريل يقول...

ههه، أحلام سعيدة.... وكان الله فى عونك

Hayat يقول...

فاروق جبريل :

ربنا يحقق أحلامنا جميعا

ههههههه
هي دي الدووونيا :)
دمت بخير :)